السويداء / آب ٢٠٢٥
مع دخول السويداء أسبوعاً جديداً من الحصار، تواجه أسواق المدينة نقصاً حاداً في المواد الغذائية، حيث باتت الفواكه والخضار شحيحة ومرتفعة الثمن بشكل متزايد. ومع استمرار إغلاق طرق الإمداد الرئيسية، لم يُسمح إلا لعدد محدود من قوافل المساعدات بالدخول، ما جعل السكان يعتمدون على ما يمكن توفيره محلياً.
ويفيد أصحاب الأسواق أن شاحنات الخضار التي تحاول دخول السويداء تُفرض عليها رسوم باهظة تصل إلى ١٥٠٠ دولار للشحنة الواحدة، وهو مبلغ يعجز معظم التجار عن تحمله في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. ونتيجة لذلك، بات معظم ما يُباع في المدينة يأتي من الأراضي الزراعية في الجهة الغربية من الجبل.
حتى مع هذا الإمداد المحدود، تبقى القدرة على الشراء تحدياً كبيراً. فقد ارتفعت الأسعار إلى مستويات تفوق قدرة الكثير من العائلات، خصوصاً مع توقف دفع الرواتب الحكومية وإغلاق معظم المحال التجارية بسبب الحصار. ومع ذلك، يقول أصحاب الأسواق المحليون إنهم يحاولون قدر المستطاع التخفيف عن الأهالي.
وقال أحد الباعة في السوق الرئيسي بالسويداء: “الناس لا يملكون المال، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى الطعام. نحن نحاول خفض الأسعار قدر الإمكان لدعم أهلنا. الكل يعاني معاً.”
إن نقص الفواكه والخضار ليس سوى وجه واحد من أزمة إنسانية أوسع تخنق السويداء. لكن رغم القيود القاسية، يواصل المزارعون وأصحاب الأسواق البحث عن طرق للحفاظ على المجتمع، موازنين بين البقاء على قيد الحياة والتضامن.
وبالنسبة لكثير من السكان، أصبحت الجهود المتعبة لكن المصممة التي يبذلها الباعة المحليون مثالاً آخر على كيفية وقوف أهالي السويداء معاً في واحدة من أصعب المراحل في الذاكرة الحديثة.