tammam dibs

صورٌ حين تعجز الكلمات: الشهادة في زمن حربٍ على الحقيقة

السويداء / ٢١ تموز ٢٠٢٥

«أصوّر لأنني لا أعرف كيف أتكلم عن مشاعري».

كان هذا اعترافاً شخصياً في السابق، فجوةً بين ما نشعر به وما نستطيع قوله. اليوم صار اعترافاً سياسياً. في حرب إعلامية مقصودة تملأ الشاشات ضجيجاً وروايات مبتورة، يصبح العجز عن التعبير ثغرة يُستغل فيها الصادق، وتغدو حقيقة القصة أثقل على الإمساك. صور تمّام تحمل هذا العبء عن الكلمات وتحوّله إلى دليل.

هذه السلسلة ملتقطة كاملة في ٢١ تموز ٢٠٢٥ في السويداء. لقطة «برج الدبابة» و«الزجاج المثقوب» من الطريق المحوري. صورة الرجل الذي يحمل الماء قرب دوّار الثعلة. بقية الصور قرب دوّار العمران.

حافلات محترقة، سوق مدمّر، زجاج مثقوب بالرصاص، رجل يحمل الماء، برج دبابة في فضاء مدني. ليست هذه مشاهد دمار فحسب، بل مراسي في عاصفة السرديات. كل لقطة تثبّت زمناً ومكاناً ومقياساً إنسانياً. كل لقطة تقاوم أمر النسيان.

ماذا تقول هذه الصور الآن

tammam dibs

الحركة والعودة: الحافلات المحترقة قرب دوّار العمران تقول إن الطرق مكسورة وليست مجرد آليات متلفة. الحركة الآمنة والمعابر تحددان إمكانية العودة والاستمرار بالحياة.

tammam dibs

سبل العيش: السيارتان المتفحّمتان اقتصاد عائلة أُعدم في ساعات. إصلاحات سريعة، ومنح صغيرة، وأدوات عمل تعيد فتح الرزق والكرامة.

tammam dibs

التوثيق والمساءلة: واجهة متجر متشققة هي دليل مادي. خرائط أضرار، حفظ بيانات الصور، وسجلات مفتوحة يحميان الحقائق من التضليل.

tammam dibs

الماء والأساسيات: حمل الماء بالأيدي نتيجة انهيار الشبكات. الأولوية الآن إعادة تأهيل الآبار: إصلاح المضخات والتغذية الكهربائية، إعادة التعقيم، تأمين الخزانات، وتنظيم نقاط التوزيع وجداولها.

tammam dibs

الفضاء العام والأمان: دبابة ساكنة ومدينة لا تهدأ. تُستعاد الحياة المدنية عبر إزالة مخلفات الحرب، تطهير الذخائر غير المنفجرة، وسحب الحطام الثقيل من الأسواق والمدارس والعيادات.

النشر في مواجهة التضليل

نرفق الصور بعنواين واضحة، وزمان ومكان، وسياق مرئي، وتحريرٍ بالحد الأدنى. نبتعد عن القصّ المثير، نحافظ على بيانات الصورة، ونصرّح بما لا نعرفه. في معركةٍ على الواقع، الدقة نوعٌ من الرعاية.

يكرّم هذا العمل ما فُقد، ويوثّق ما بقي، ويطرح سؤالاً بسيطاً لا يجيب عنه التضليل: ماذا نحتاج كي نعيد البناء بكرامة.