تواصل السويداء، بعد ما يقارب ثلاثة أشهر على أزمتها، التعبير عن مصابها الكبير بطرق متعددة. بين المراكز والبيوت القديمة، تستمر الفعاليات في حمل صوت الأهالي وذاكرتهم.
في هذا السياق، احتضنت المدينة القديمة في السويداء بتاريخ ٢٧ أيلول ٢٠٢٥، فعالية «أصداء السويداء»، بالتوازي مع نشاطات مشابهة أُقيمت في عدد من العواصم الأوروبية ومناطق أخرى من المحافظة. اختار المنظّمون بيتاً قديماً في قلب المدينة ليكون فضاءً لهذا النشاط. الجدران البازلتية حملت أعمال ١٥ فناناً وفنانة، لوحات تنطلق من الذاكرة القريبة وتلامس أثر الفقد، الخوف الطويل، ومحاولات الترميم.
رافق المعرض برنامج موسيقي قدّمته عدة فرق محلية، بمقطوعات يغلب عليها طابع الحنين، مقطوعات تصغي للصدور قبل الآذان وتترك متسعاً للصمت بين النغمات. بدا واضحاً أن «أصداء السويداء» ليست فعالية عابرة، بل مآذارة جماعية لاستعادة المعنى وصون الكرامة عبر الفن. الجمهور الذي ملأ أروقة البيت كان جزءاً من الحكاية أيضاً، وجوهرها أن المدينة، رغم الجراح، ما زالت قادرة على خلق لغة مشتركة تقول ما لا تقوله الشعارات.
بهذه الروح، يقدّم هذا التقرير توثيقاً بصرياً وصوتياً للحظة، ويحفظ أثرها في الذاكرة العامة.